lundi 31 décembre 2012

أسرار وخفايا.. تدحض فرضية "العينة العشوائية"

أسرار وخفايا.. تدحض فرضية "العينة العشوائية"

 اعداد :منية العرفاوي وعبد الوهاب الحاج علي - أكّدت مصادر جديرة بالثقة أن ما بات يعرف اليوم بقضية رجل الأعمال فتحي دمق، والتي طغت على سطح الأحداث مؤخرا، ليست «وليدة» الأيام الفارطة بل هي محلّ متابعة أمنية منذ حوالي 6 أشهر لكن تسريب الفيديوهات التي تكشف الجلسات التي حضرها رجل الأعمال المذكور وعبّر من خلالها عن نواياه في تصفية أو اتخاذ بعض الشخصيات العامة كرهائن ووسيلة للابتزاز ..أعادها الى واجهة الأحداث.
 وعلى طريقة المافيا كشفت هذه الفيديوهات ما تضمره هذه الشبكة تجاه بعض الوجوه المعروفة في ميادين مختلفة ومنها بعض الوجوه الاعلامية والحقوقية والشخصيات العامة وكذلك بعض رجال الأعمال ..والأسماء المذكورة أثارت استغراب الرأي العام لأنه ليس هناك رابط منطقي يجمع بينها.. وبعضها «لايصلح» لتطبيق فرضية «اتخاذ رهائن لجني المال» الذي قد يبرّر وجود أسماء رجال أعمال فان بقية الأسماء تبدو «كعينة عشوائية» لا تجمعها علاقة مباشرة بفتحي دمق..لكن «الصباح الأسبوعي» بحثت وتقّصت حول علاقات خفية وغير معلنة تجمع بعض هذه الشخصيات برجل الأعمال المذكور لتقف على الأسرار والخفايا التالية..
    
 فتحي دمق في اعترافات مثيرة بعد الثورة
البنك أقرضه 3 مليارات «بالكلمة».. بلحسن الطرابلسي سعى لشراكته وعماد الطرابلسي أراد ابتزازه
 عبد العزيز بن ضياء «يعاقب» دمق بمليار لفائدة 26-26
بعد الثورة سعى فتحي دمق رجل الأعمال العائد الى أرض الوطن بعد11 سنة من الغربة «والتهجير» القسري هربا من بطش نظام المخلوع وحاشيته من الطرابلسية كما قال حينها في الكثير من وسائل الاعلام والتي سعى شخصيا للاتصال بأغلبها..
وقد فسحت له أغلبها المجال ليكشف عن تفاصيل حكاية تراجيدية يقول أنه عاش تفاصيلها بكل مرارة وسيف الطرابلسية مسلّط على عنقه لجبره على مقاسمتهم أملاكه وخاصّة بلحسن الطرابلسي الذي أصرّ على مشاركته في مشروع العمر الذي شيّده «بعرق جبينه» سنة 1997 والمتمثّل في مشروع سكني وإداري وتجاري يحتوي على مائة محل سماه «كارفور النجاح» والذي بلغت كلفته 25 مليارا بجهة مقرين من ولاية بن عروس ويتكون من ستة طوابق بعد أن حصل على الرخصة من بلدية المكان..
اكتمال البناية لفت على ما يبدو أنظار بلحسن الطرابلسي «قنّاص» المشاريع الكبرى والناجحة ليتصل به في البداية عبر وسطاء ثم شخصيا عارضا عليه مشاركته في اللقاء الذي جمعه به بعد تحديد موعد سابق بينهما ,وقد تم اللقاء فعلا في جهة لافيات وقد أكّد دمق أنه رفض الشراكة المقترحة من بلحسن الطرابلسي والتي تقتصر على تقاسيم الأرباح وجني ثمار المشروع دون المشاركة في أتعابه كما يقول، لكن بلحسن لم يعجبه الأمر وهدّده بان «أموره باش تتعب».
مليار «فدية» أو الهدم…!!!
في سيناريو مافيوزي ،أكّد فتحي دمق عبر أكثر من منبر اعلامي أن رفضه لشراكة بلحسن الطرابلسي كلّفته الكثير، لأن كل أجهزة الدولة تواطأت ضدّه لأجل «عيون بلحسن الطرابلسي من ذلك أن والي بن عروس آنذاك محمّد بلغيث اتصل به حامل رسالة من المستشار السياسي للمخلوع أنذاك عبد العزيز بن ضياء مفادها ضرورة أن يدفع رجل الأعمال «الضحية» فتحي دمق مبلغ مالي قيمته مليار من مليماتنا لفائدة صندوق التضامن 26 - 26 لكن فتحي دمق يذكر كالعادة أنه دفع هذا المبلغ الذي اعتبره مشطا يتجاوز امكانياته التي تمّكنه فقط من دفع مبلغ في حدود 400 ألف دينار.. لكن ردّ فعل السلطة كان قاسيا حيث عزل الوالي وسحبت البلدية رخصة البناء منه مع أمر بهدم الطابقين الخامس والسادس مؤكّدا أن تنفيذ قرار الهدّم ذكّره بما حصل في الفلوجة ناهيك أن طامة والعامة نزلت لتنفيذ القرار تحت أنظاره بترسانة من قوى الأمن والحرس والحماية المدنية معززة بقنابل مسيلة للدموع وكلاب مدربة وحوالي سبعين عاملا لهدم الطابقين..والذي قرّر بعد ذلك هدمهما من تلقاء نفسه!!!
بنوك تقرضه «بالكلمة» وعماد الطرابلسي يبتزه
من أغرب ما ذكره فتحي دمق في «اعترافاته» في وسائل الاعلام أنه لتمويل مشروعه المذكور انفا أنه استطاع الحصول على قرضا قيمته 3.300مليار من أحد بنوك «بالكلمة « فقط دون أن يمضي أية وثيقة وأنه بعد ما لحقه من ضرر في مشروعه اتصل بالبنك الذي اعتاد التعامل معه ليقرضه مليار ونصف اضافية لكن مدير البنك رفض معلّلا ذلك بتعليمات «من فوق» ..وفي الأثناء حسب ما يقول اتصل به عماد الطرابلسي عارضا عليه التوسّط لفائدته مع البنك مقابل الحصول على عمولة في حدود 750 ألف دينار لكن كالعادة يقول فتحي دمق في اعترافاته المثيرة أنه رفض العرض وأصبحت تصله من وقتها رسائل تهديد كما أن ابنه تعرّض لمحاولة قتل في الحمامات وهو ما دفعه لاتخاذ قرار نهائي بالهجرة الى فرنسا والاستثمار هناك كما استثمر أموال أخرى في المغرب..
           
عقارات المغرب والسر «الدفين»
ملف رجل الاعمال فتحي دمق تتشابك خيوطه بين الشخصيات المسقطة في دائرة المستهدفين وبين الشخصيات التي لها علاقة بهذا الرجل..
 وبالبحث عن خفايا علاقة هذا بذاك تبين ان فتحي دمق على علاقة ببعض الأسماء حيث قال رجل الاعمال صالح المناعي ان مفاجأته كبيرة عندما سمع انه مستهدف وافاد بالقول لـ«الصباح الأسبوعي»: «هذا الرجل شريكي انا والاستاذ عماد الرياحي في شركة عقارية بالمغرب ثم باعها دون علمنا واستحوذ عل الاموال وهربها الى فرنسا وورطنا مع البنوك والملف محل متابعة قضائية ولدينا يوم الاربعاء جلسة بالمحكمة في المغرب حيث سأتنقل انا وعماد الرياحي لمتابعة الامر ففتحي دمق لهف المليارات وهرب الى فرنسا في مرحلة اولى ثم عاد الى تونس وها انه اليوم يخطط لتصفيتنا رغم انه استحوذ على تحويشة العمر..
الخصم والشريك
السر الدفين بدأت تفك ألغازه شيئا فشيئا فالاستاذ عماد الرياحي يعتبر احد ضحايا رجل الاعمال فتحي دمق لكنه ايضا ينوب ضده في قضية تتعلق بابن صالح المناعي في تونس وقد وجهت لفتحي دمق تهمة الربا الفاحش والتي صدرت بشأنها احكام ضده.. واما قضية المليارات بينه وبين صالح المناعي والاستاذ الرياحي فهي متابعة قضائية في المغرب..
عماد الرياحي مستهدف لانه ينوب ابن صالح المناعي وكسب القضية ضد فتحي دمق لكنه لم يكسب بعد قضيته ضده في المغرب.
اطوار وتفاصيل تعود الى بداية العلاقة بين الاطراف الثلاثة منذ سنة 2005.. وقضايا مبنية على تهم الخيانة والسرقة الى غير ذلك من معاملات اصحاب المال والاعمال...
فتحي حشيشة وجزاء سنمّـار
الاسماء الواردة على لسان فتحي دمق في اشرطة الفيديو وكذلك من خلال الابحاث شملت رجل الاعمال المعروف فتحي حشيشة لكن هذا الرجل بحكم معرفته بفتحي دمق باعتبارهما أصيلي صفاقس فتح ذراعيه له واحتضنه وشاركه في بعض الاعمال العقارية وعندما تيقن فتحي حشيشة انه لا يمكن المواصلة معه بادر بفض الشراكة ولم يكن بمقدور فتحي دمق تسديد ما هو موظف عليه فسلم لفتحي دمق صكوكا ثبت في ما بعد انها دون رصيد ومع ذلك حافظ على شريكه ولم يشأ توريطه رغم انه كان بمقدوره استعادة امواله بالقانون في اية لحظة.. ويبدو ان جزاء فتحي حشيشة هو التصفية والاختطاف والقتل حسبما ورد في شريط الفيديو وهو «جزاء سنمّـار».
كمال اللطيف لا يبالي
ومن الشخصيات التي تم اقحامها في هذا الملف كمال اللطيف الذي نفى علاقته برجل الاعمال فتحي دمق كما لم يبال بالامر البتة معتبرا انه ليس هناك اي داع لتصفيته من قبل جماعة فتحي دمق..
كمال اللطيف يرى انه كان من الافضل ايقاف الذين اعتدوا عليه ببيته وكتبوا على جدران بيته كلاما مسيئا افضل له من ان يقع اظهاره على انه مهدد بالقتل في ملف لا صلة له به.
الطاهر خنتاش ضحية النادي الإفريقي
صالح المناعي والاستاذ عماد الرياحي تجمعهما ايضا علاقتهما بالنادي الافريقي وفترات التسيير التي قضياها معا ويبدو انه على هذا الاساس قد وقع اسقاط اسم القاضي الفاضل الطاهر خنتاش في ملف فتحي دمق الذي يرى ان الطاهر خنتاش قد تكون له علاقة بالقضايا التي خسرها والحال ان نائب الرئيس السابق في النادي الافريقي وعضو المكتب الجامعي حاليا ضحية نشاطه الرياضي واسمه ورد في اشرطة الفيديو على اعتبار انهما -المناعي والرياحي- ينتميان لناد واحد..
الطلاسم والأسرار الدفينة تكمن في الشخصيات المسقطة ومنها الطاهر خنتاش الذي يبدو انه ضحية النادي الافريقي...
           
كاتب الدولة للداخلية يطمئن سمير بالطيب
مجرد «عينة عشوائية»
أثار وجود اسم سمير بالطيب، النائب عن الكتلة الديمقراطية في المجلس التأسيسي والقيادي في حزب المسار، ضمن قائمة الأشخاص التي يرغب رجل الأعمال فتحي دمق في تصفيتهم أو اتخاذهم رهائن حسب تصريحاته التي سرّبت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ردود فعل متباينة..
وقد عبّر زملاؤه بالمجلس التأسيسي ومنهم أحمد السافي عن الجبهة الشعبية عن تضامنهم مع سمير بالطيب وقد ذكر لنا أن بالطيب ليس له أي علاقة أو سابق معرفة بالمدعو فتحي دمق وأنه استغرب حشر اسمه في الجلسة التي أقامها دمق للتخطيط لتصفية بعض الأشخاص وأخذهم كرهينة وقد عبّر لنا السافي أن الجبهة الشعبية تدعم سمير بالطيب..
كما ذكر لنا السافي أن مجموعة من نواب التأسيسي وعندما بلغهم خبر التهديدات التي يتعرّض لها كل من النائب سيمر بالطيب وبعض الوجــــوه الإعلاميــة والحقوقيــة وبعض رجال الأعمال والشخصيات العامة بادروا بالاتصال بسعيد المشيشي كاتب الدولة للداخلية والذي طمأنهم وطمأن سمير بالطيب أن الشخصيات التي وقع ذكر أسمائهم بالفيديوهات والذين لا رابط منطقي يجمعهم هم مجرّد "عينة عشوائية "يهدف فتحي دمق من ورائها إحداث الفوضى في البلاد وغايته من ذلك إدخال حالة من الاضطراب والبلبلة على الجميع.. ويختم السافي بقوله من المرجّح أن هذا الرجل استعمل معطى كونه كان ضحية للطرابلسية كي يستعمله كحصان طراودة ليخطّط لأمور أكثر خطورة ولا تخطر على بال أحد...
            
 شكري بلعيد
«بروفة» لاعتداءات منتظرة.. وسأقاضي فتحي دمق
شكري بلعيد كان من بين الأسماء «المبشرة» بالتصفية الجسدية في الفيديو الذي تم تسريبه مؤخرا ويقف وراءه رجل الأعمال فتحي دمق..
ورغم ما أثير من جدل حول علاقة بلعيد بهذه الشبكة وبدمق، وفي اتصالنا به أكّد شكري بلعيد بالقول:"هذا الشخص لم أعرفه مطلقا وأوّل مرة سمعت به وكان ذلك على خلفية هذا الفيديو الذي سرّب مؤخرا ولست مطلعا على حيثيات وتفاصيل الملف الذي هو بحوزة الأمن حاليا .. وعموما أنا أتعامل مع هذا الأمر بجدية بعد أن توجّهت لي أكثر من مرة تهديدات بالقتل ورغم ذلك فان الداخلية لم تحرّك ساكنا وقد كنت قد ذكرت بالاسم في جرجيس من طرف أحد السلفيين أنا ونجيب الشابي ولذلك أعتبر هذا الفيديو الأخير بروفة قد تمهّد لاعتداءات حقيقة من خلال تصفية جسدية لبعض الشخصيات تنسب الى بعض الارهابيين أو مختلي المدارك العقلية.. وبالتالي يجب الانتباه الجيّد لمثل هذه المسائل لأنه فعليا يوجد سلاح بالبلاد يشرّع فيما بعد لعمليات قتل وايذاء..
وبالنسبة لهذا الملف أعتبر أن هناك اياد اخرى تقوم بتحريكه وأنا عندما يحال الملف الى القضاء سأقوم بالحق الشخصي لدى قاضي التحقيق..
ويختم بلعيد بالقول أن المعطى الأكيد هو أن هناك مجموعات مارقة على القانون لا تتورّع في استعمال العنف الأعمى وادخال البلاد في فوضى عارمة ..
واليوم السلاح «حرّ طليق» في البلاد والمخاوف تعصف بنا جميعا ولا بدّ من فتح ملف العنف والسلاح في تونس بصفة عاجلة وبكل جدية ومسؤولية .."
           
«الخرفان».. تقحم سمية الغنوشي
في تصريح غريب كشف شفيق جراية رجل الأعمال المعروف يوم الجمعة الفارطة على موجات أحد الاذاعات الخاصّة السبب الذي جعل فتحي دمق رجل الأعمال المتهم حاليا وهو رهن الايقاف صحبة ابنيه، يذكر اسم سمية الغنوشي ابنة راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة من ضمن 40 مستهدفا كالقاضي طاهر خنتاش ورفيق الزواري وسمير بالطيب وعماد الرياحي المحامي والناطق الرسمي للنادي الإفريقي.. وقد ذكر شفيق جراية أن "حقد" فتحي دمق على سمية الغنوشي يعود الى كونها تورّطت في جلب الخرفان لتونس من رومانيا أيام عيد الإضحى حسب هذه العصابة طبعا..
 وتذكر مصادر أخرى أن سبب «العداء» الذي يكنه دمّق لسمية الغنوشي يعود إلى تشدّده الديني الذي دفعه الى الاعتقاد أن حركة النهضة قد حادت عن الشريعة وأن الحكم قد «ميّعها» كما وأن هناك من يذكر أن رجل الأعمال المذكور مورّط في تمويل لجان حماية الثورة التي تلاقي نقدا كبيرا من المجتمع..
وعلى ما يبدو فان المشاكل تلاحق ابنة زعيم حركة النهضة هذه الأيام فقد تزامن هذا التهديد الصريح للنيل منها وتصفيتها.. بفضيحة مدوّية تورّط فيها زوجها وزير الخارجية رفيق عبد السلام وباتت تعرف بواقعة "الشيراتون غيت" ومفادها الشكوك التي تحوم حول تورّطه في فضيحة أخلاقية مع إحدى النساء..
          
هل ورط «الحق معاك» معز بن غربية؟
أثار حشر اسم بعض الإعلاميين كمعز بن غربية في الفيديوهات المسربة لاجتماعات فتحي دمق، ضمن قائمة من يعتزم دمق تصفيتهم أو أخذهم كرهائن ردود فعل مستغربة حول الخطر الحقيقي الذي يتهدّدهم من بعض العصابات التي هي على ما يبدو بصدد التشكّل.. ولئن نفى معز بن غربية أي علاقة أو معرفة سابقة تربطه برجل الأعمال المذكور في اتصال جمعنا به غير أن فتحي دمق أكّد في أحد تصريحاته السابقة وبعد عودته من فرنسا , أن برنامج "الحق معاك" الذي كان يقدّمه بن غربية اتصل به قبل الثورة- وسجل معه حلقة حول المظلمة التي تعرض لها ولكن بلحسن الطرابلسي اتصل بفريق البرنامج وأمره بعدم تمرير الحلقة الخاصة بدمق وذكر رجل الأعمال المذكور أنه لم يكن يعلم أن بلحسن الطرابلسي كان يمتلك حصة في شركة "كاكتوس" كما ذكر أنه كان يعتقد أن فريق البرنامج لم يكن يعلم أن بلحسن الطرابلسي وعصابة الطرابلسية هم من نكّل به وأذاقوه الأمرين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire